عندما دخل علي بجسد محمد حتى صار شخصا واحدا | فقال النبي اين مبدع الكائنات
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ( كنا عند النبي - صلى الله عليه و آله - إذ دخل علي بن أبي طالب - عليه السلام ، فقر به النبي - صلى الله عليه و آله - فتعانقا، حتى أنهما صارا شخصا واحدا، فتفقدنا أمير المؤمنين عليه السلام فلم تجد له عينا ولا أثرا فزدنا تعجبا ...
فقلنا: يا رسول الله ما الذي جرى لابن عمك وما تراك إلا وحدك؟
قال: فتبسم النبي - صلى الله عليه و آله - وقال : يا قوم أما سمعتم مني أني أنا وعلي نور واحد، ولما تعانقنا اشتاق هو إلى المنزل الأول من نورنا، فامتزج نوره بنوري حتى بقينا شخصا واحدا كما ترون
قال : فلما سمعنا ما قال النبي صلى الله عليه و آله - رعبت قلوبنا واصفرت وجوهنا وقد طالت غيبة أمير المؤمنين - عليه السلام ...
فقالوا: يا رسول الله بحق من أرسلك بالحق إلا ما أخبرتنا كيف صار علي عليه السلام
فاحضره إلينا حتى يزول الشك من قلوبنا.
فقال : علي مني وأنا من علي ..
فرأينا قد جلله العرق، فظهر من جبهته مصباح من نور حتى ظننا أنه نار قد عمت المشارق والمغارب.
فاشتد فزعنا حتى ظننا أنا كلنا نحترق وأهل الأرض كلهم يحترقون من نور ذلك المصباح.
فلما رأى النبي صلى الله عليه و آله - حالنا .
صرخ صرخة و قال :
اين قيوم الأملاك؟
أين مدير الأفلاك
اين مبدع الكائنات؟
اين حقيقة الموجودات؟
این عالم الغيب والمكاشفات؟
أين الصراط المستقيم
وبغضه عذاب أليم؟
أين أسد الله؟
اين الذي دمه دمي.
ولحمه الحمي.
وروحه روحي ؟
اين الإمام الهمام؟
قال: فإذا بصوت علي عليه السلام - ينادي: لبيك لبيك يا سيد البشر......
صحيفة الابرار - ج 3 - 275