بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا ابا عبد الله صلى الله عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك و على اهل بيتك و لعن الله ظالميك و قاتليك و لعن الله من سمع بذالك و رضي به
إرجاع الزمن بيد الحسين عليه السلام
المعروف بقدر المعرفة
أن أعرابيا جاء إلى الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدانه، فقلت في نفسي: أسأل أكرم الناس، وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال الحسين: يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال، وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل.
فقال الأعرابي: يا ابن رسول الله أمثلك يسأل عن مثلي وأنت من أهل العلم والشرف؟ فقال الحسين عليه السلام:
بلى سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ظ] المعروف بقدر المعرفة، فقال الأعرابي: سل عما بدا
لك، فإن أجبت وإلا تعلمت منك، ولا قوة إلا بالله.
فقال الحسين عليه السلام: أي الأعمال أفضل ؟ فقال الأعرابي: الإيمان بالله، فقال الحسين عليه السلام: فما
النجاة من المهلكة؟ فقال الأعرابي: الثقة بالله، فقال الحسين عليه السلام: فما يزين الرجل؟ فقال الأعرابي: علم
معه حلم، فقال: فإن أخطأه ذلك؟ فقال: مال معه مروءة، فقال: فإن أخطأه ذلك؟ فقال: فقر معه صبر، فقال
الحسين عليه السلام: فان أخطأه ذلك؟ فقال الأعرابي: فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فإنه أهل لذلك.
فضحك الحسين عليه السلام ورمى بصرة إليه فيه ألف دينار، وأعطاه خاتمه، وفيه فص قيمته مانتا درهم وقال:
يا أعرابي أعط الذهب إلى غرمانك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الأعرابي وقال: " الله أعلم حيث يجعل
رسالاته "
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ١٩٦ - ١٩٧
الامام الحسين عليه السلام يحيي امرأة
روي عن أبي خالد الكابلي، عن يحيى بن أم الطويل قال: كنا عند الحسين عليه السلام إذ دخل عليه
شاب يبكي، فقال له الحسين: ما يبكيك؟ قال:
ان والدتي توفيت في هذه الساعة ولم توص، ولها مال وكانت قد أمرتني أن لا أحدث في أمرها شيئا حتى أعلمك خبرها، فقال الحسين عليه السلام: قوموا حتى نصير إلى هذه الحرة، فقمنا معه حتى انتهينا إلى
باب البيت الذي توفيت فيه المرأة مسجاة.
فأشرف على البيت، ودعا الله ليحييها حتى توصي بما تحب من وصيتها فأحياها الله وإذا المرأة جلست
وهي تتشهد. ثم نظرت إلى الحسين عليه السلام فقالت:
ادخل البيت يا مولاي ومرني بأمرك، فدخل وجلس على مخدة ثم قال لها: وصي يرحمك الله، فقالت: يا ابن رسول الله لي من المال كذا وكذا في مكان كذا وكذا فقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليانك، والثلثان لا بني هذا إن علمت أنه من مواليك وأوليانك، وإن كان مخالفا فخذه إليك فلا حق في المخالفين في أموال المؤمنين، ثم سألته أن يصلي عليها وأن يتولى أمرها، ثم صارت المرأة ميتة كما كانت.
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ١٨٠_١٨١
الخرائج والجرائح ج ١ - الصفحة ٢٤٥
الحسين يرجع بالزمن
عن الأصبغ بن نباتة قالت: سألت الحسين عليه السلام فقلت: سيدي أسألك عن شئ أنابه
موقن وانه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر، فقال: يا أصبغ أتريد ان ترى مخاطبة رسول الله لأبي بكر يوم مسجد قبا ؟ قال: هذا الذي أردت، قال: قم فإذا أنا وهو بالكوفة فنظرت فإذا المسجد من قبل ان يرتد إلى بصري فتبسم في وجهي فقال: يا اصبغ ان سليمان بن داود أعطى الريح غدوها شهر ورواحها شهر وانا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه وليس لاحد من خلقه ما عندنا لأنا أهل سر الله فتبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثه رسوله، فقلت: الحمد لله على ذلك، ثم قال لي: ادخل، فدخلت فإذا انا برسول الله محتب في المحراب بردانه فنظرت فإذا انا بأمير المؤمنين قابض على
تلابيب ابي بكر ، فرأيت رسول الله يعض على الأنامل وهو يقول: بنس الخلف خلفتني
أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعنتي، الخبر
مناقب آل أبي طالب ج ٣ - الصفحة ٢١١
الحسين عليه السلام يلعن منافق قبل ان يدفن
عن أبي عبد الله عليه السلام أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي صلوات الله عليهما يمشي معه فلقيه عليه السلام): أين تذهب يا فلان؟ قال: فقال له مولاه أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها، فقال له الحسين عليه السلام: انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أقول فقل مثله، فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام : " الله أكبر اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة، اللهم اخز عبدك في
عبادك وبلادك وأصله حر نارك وأذقه أشد عذابك فإنه كان يتولى
أعداءك ويعادي أوليائك، ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه
وآله".
الكافي ج ٣ - الصفحة ١٨٩
.....
متى العفو والغضب الحسيني؟
خير الدنيا والآخره العفو عمن ظلمك
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله في خطبته: ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك
الكافي ج ٢ - الصفحة ١٠٧
عنه (صلى الله عليه وآله): تعافوا تسقط الضغائن بينكم
عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله عفو يحب العفو
عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنا أهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا
ميزان الحكمة ج ٣ - الصفحة ٢٠١٢
رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا
ميزان الحكمة ج ٣ - الصفحة ٢٠١٣
عن أمير المؤمنين عليه السلام شر الناس من لا يعفو عن الزلة، ولا يستر العورة
غرر الحكم
هل اهل البيت عليهم السلام عملو على هذا الشي و عفو عمن ظلمهم و علمو
شيعتهم
الجواب : نعم
عن جابر قال: سمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يرد عليه.
فناداه أمير المؤمنين عليه السلام : مهلا يا قنبرا دع شاتمك مهانا ترضي الرحمن وتسخط
الشيطان وتعاقب عدوك فوالذي فلق الجنة وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربه بمش
الحلم، ولا أسخط الشيطان يمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه
بحار الأنوار ج ٦٨ - الصفحة ٤٢٤
الامام الباقر عليه السلام يعفو عن شخص سبه و سب امه
أراد رجل نصراني أن يستهزئ
بالإمام محمد بن علي بن الحسين عليه السلام
الملقب بالباقر، فقال له: أنت بقر.
وبكل سماحته ولطفه أجابه الباقر عليه السلام: لا ، أنا الباقر.
فمضى النصراني يمعن باستخفافه بالإمام فقال:
أنت ابن الطباخة، تلك هي حرفتها !
أنت ابن السوداء الزنجية البذيئة.
فأجابه الإمام:
أن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك.
بحار الأنوار ج 11 ص 83
و لكن هل كل ظالم نعفو عنه دائما او تعفو على رمز من رموز المنافقين
لنرى سيد الشهداء عليه السلام كيف تعامل مع العفو و الغضب
الامام الحسين يسب و يطعن في نسب معاويه
روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: أما بعد فان عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق، ووجوه
أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه،
وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن
أن يكون هذا أيضا لما بعده فاكتب إلي برأيك في هذا والسلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد فقد بلغني وفهمت ما ذكرت فيه من أمر
الحسين فإياك أن تعرض للحسين في شئ واترك حسينا ما تركك، فانا
لا نريد أن نعرض له في شئ ما وفى بيعتنا، ولم ينازعنا سلطاننا، فاكمن
عنه ما لم يبد لك صفحته والسلام. وكتب معاوية إلى الحسين بن علي
عليهما السلام: أما بعد فقد انتهت إلى أمور عنك إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله إن من أعطى الله عهده وميثاقه الجدير بالوفاء، فإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعزل الناس لذلك، وعظ نفسك، فاذكر، وبعهد الله أوف فإنك متى ما تنكرني أنكرك، ومتى ما تكدني أكدك، فاتق شق عصا هذه الأمة وأن يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد، ولا
يستخفنك السفهاء والذين لا يعلمون
فلما وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه كتب إليه
أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب، وأنا بغيرها عندك جدير فان
الحسنات لا يهدي لها، ولا يسدد إليها إلا الله.
وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني، فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤن بالنميم، وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا، وأيم الله إني لخانف لله في ترك ذلك وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون الاعذار فيه إليك
وفي أولئك القاسطين الملحدين حزب الظلمة، وأولياء الشياطين
ألست القاتل حجرا أخا كندة والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة، والمواثيق المؤكدة، ولا تأخذهم
بحدث كان بينك وبينهم، ولا بإحنة تجدها في نفسك.
أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه، وصفرت لونه، بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا بذلك العهد.
أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله " الولد للفراش وللعاهر الحجر " فتركت سنة رسول الله تعمدا وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على
العراقين:
يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة، وليسوا منك
أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي صلوات الله عليه فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي، فقتلهم ومثل بهم بأمرك، ودين علي عليه السلام والله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، به جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين وقلت فيما قلت: " انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد واتق شق عصا هذه الأمة وأن تردهم إلى فتنة " وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعلم نظرا لنفسي ولديني ولأمة محمد صلى الله عليه وآله علينا أفضل من أن أجاهدك فان فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فاني أستغفر الله لذنبي، وأسأله توفيقه
لإرشاد أمري.
وصول كتاب الحسين إلى معاويه
فلما قرأ معاوية الكتاب
قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به فقال يزيد : يا أمير المؤمنين أجبه جوابا يصغر إليه نفسه وتذكر فيه أباه بشر فعله، قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال: وما هو ؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه، وإنما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي ؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك قال عبد الله: فقد أصاب يزيد فقال معاوية
أخطأتما أرأيتما لوأني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل، وما لا يعرف، ومتى ما عيت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عسيت أن أعيب حسينا ووالله ما أرى للعيب فيه موضعا وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده أتهدده، ثم رأيت أن لا أفعل ولا أمحكه
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ٢١٢_٢١٣
.....
يا غزال إلا دمعة الحسين عليه السلام
إما الحسين أو أبا عبد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا ابا عبد الله صلى الله عليك يا ابن
رسول الله صلى الله عليك و على اهل بيتك و لعن الله
ظالميك و قاتليك و لعن الله من سمع بذالك و رضي به
يا غزال إلا دمعة الحسين عليه السلام
الله ينزل مانده من الجنه للحسين عليه السلام و النبي يطعم الحسين
دخل النبي صلى الله عليه وآله دار فاطمة عليها السلام فقال: يا فاطمة إن أباك اليوم ضيفك، فقالت عليها السلام : يا أبت إن الحسن والحسين يطالباني بشئ من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله دخل وجلس مع علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل، وقال:
یا محمد العلي الأعلى يقرنك السلام ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك: قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين
أي شئ يشتهون من فواكه الجنة؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي ويا فاطمة ويا حسن ويا حسين! إن رب العزة علم أنكم جياع فأي شئ تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي صلى الله عليه وآله فقال الحسين عليه السلام : عن إذنك يا أباه يا أمير المؤمنين، وعن إذنك يا أماه يا سيدة نساء العالمين وعن إذنك يا أخاه الحسن الزكي
اختار لكم شيئا من فواكه الجنة فقالوا جميعا قل يا حسين ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا فقال: يا رسول الله قل الجبرئيل
إنا تشتهي رطبا جنيا فقال النبي صلى الله عليه وآله : قد علم الله ذلك ثم قال: يا فاطمة قومي وادخلي البيت و أحضري
إلينا ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور، مغطى بمنديل من السندس الأخضر، وفيه رطب جني في غير أوانه فقال
النبي: يا فاطمة أنى لك هذا ؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب كما قالت مريم بنت عمران
فقام النبي صلى الله عليه وآله وتناوله وقدمه بين أيديهم ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في قم
الحسين عليه السلام فقال: هنيئا مرينا لك يا حسين، ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن وقال: هنينا مرينا يا حسن، ثم أخذ
رطبة ثالثة فوضعها في قم فاطمة الزهراء عليها السلام وقال لها : هنينا مرينا لك يا فاطمة الزهراء، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها
في قم علي عليه السلام وقال: هنينا مرينا لك يا علي.
ثم ناول عليا رطبة أخرى والنبي صلى الله عليه وآله يقول له: هنيئا مرينا لك يا علي ثم وثب النبي صلى الله عليه وآله قائما
ثم جلس ثم أكلوا جميعا عن ذلك الرطب فلما اكتفوا وشبعوا ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى.
فقالت فاطمة: يا أبه لقد رأيت اليوم منك عجبا فقال: يا فاطمة أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين، وقلت له: هنينا
يا حسين، فإني سمعت ميكانيل وإسرافيل يقولان: هنينا لك يا حسين، فقلت أيضا موافقا لهما في القول ثم أخذت الثانية
فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان:
هنينا لك يا حسن، فقلت: أنا موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة فسمعت الحور العين
مسرورين مشرفين علينا من الجنان وهن يقلن: هنيئا لك يا فاطمة، فقلت موافقا لهن بالقول ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم
علي سمعت النداء من قبل الحق سبحانه وتعالى يقول: هنينا مرينا لك يا علي فقلت موافقا لقول الله عز وجل، ثم ناولت
عليا رطبة أخرى ثم أخرى وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول: هنينا مرينا لك يا علي ثم قمت إجلالا لرب العزة
جل جلاله، فسمعته يقول: يا محمد وعزتي وجلالي لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنينا
مرينا بغير انقطاع
بحار الأنوار ج ٤٣ - الصفحة ۳۱٠ - ۳۱۱ - ۲۱۲
الغزال تأتي الى الحسين قبل أن يبكي الحسين
( أسرعي يا غزالة قبل جريان الدموع على خد الحسين )
أن أعرابيا أتى الرسول صلى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها إليك هدية لولديك الحسن والحسين، فقبلها النبي صلى الله عليه وآله ودعا له بالخير فإذا الحسن عليه السلام واقف عند جده فرغب إليها فأعطاه إياها فما مضى ساعة إلا والحسين عليه السلام قد أقبل فرأى الخشفة
عند أخيه يلعب بها فقال:
يا أخي من أين لك هذه الخشفة؟ فقال الحسن عليه السلام : أعطانيها جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فسار الحسين عليه السلام مسرعا إلى جده فقال: يا جداه أعطيت أخي خشفة يلعب بها ولم تعطني مثلها. وجعل يكرر القول على جده، وهو ساكت لكنه يسلي خاطره ويلاطفه بشئ من الكلام حتى أفضى من أمر
الحسين عليه السلام إلى أن هم يبكي.
فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها، ومن خلفها ذنبة تسوقها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وتضربها بأحد أطرافها حتى أنت بها إلى النبي صلى الله عليه وآله ثم نطقت الغزالة بلسان فصيح وقالت: يا رسول الله قد كانت لي خشفتان إحداهما صادها الصياد وأتى بها إليك وبقيت لي هذه الأخرى وأنا بها مسرورة وإني كنت الآن أرضعها فسمعت قائلا يقول: أسرعي أسرعي يا غزالة، بخشفك إلى النبي محمد وأوصليه سريعا لان الحسين واقف بين يدي جده وقد هم أن يبكي، والملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة، ولو بكى الحسين عليه السلام لبكت الملائكة
المقربون لبكانه.
وسمعت أيضا قائلا يقول: أسرعي يا غزالة قبل جريان الدموع على خد الحسين عليه السلام فإن لم تفعلي سلطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك فأتيت بخشفي إليك يا رسول الله وقطعت مسافة بعيدة، ولكن طويت لي الأرض حتى أتيتك سريعة، وأنا أحمد الله ربي على أن جئتك قبل جريان دموع
الحسين عليه السلام على خده.
فارتفع التهليل والتكبير من الأصحاب ودعا النبي صلى الله عليه وآله للغزالة بالخير والبركة، وأخذ الحسين عليه السلام الخشفة وأتى بها إلى أمه الزهراء عليها السلام فسرت بذلك سرورا عظيما
بحار الأنوار ج ٤٣ - الصفحة ٣١٢ - ٣١٣
قتلو الحسين و قطعوه أرباً أربا حتى الامام السجاد ما دفن جسد الحسين کاملا بل جمع اعضائه و دفنها
يا ابا عبد الله لعن الله من قتلك و ظلم حقك لعن الله كل من رضي بقتل
الحسين
سؤال الأنبياء كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا ابا عبد الله صلى الله عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك و على اهل بيتك و لعن الله ظالميك و قاتليك و لعن الله من سمع بذالك ورضي به
سؤال الأنبياء كربلاء
النبي ابراهيم يجزع على الحسين عليه السلام
عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم عليه السلام ان يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بيده وانه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك ارفع درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلى من حبيبك محمد صلى الله عليه و آله فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم أفهو أحب إليك أو نفسك؟
قال: بل هو أحب إلى من نفسي قال: فولده أحب إليك أو ولدك ؟ قال:
بل ولده قال: فذبح ولده ظلما على أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل
ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال: يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمه محمد صلى الله عليه و
آله ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش فيستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك وتوجع قلبه واقبل يبكى فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين عليه السلام
وقتله وأوجبت لك ارفع درجات أهل الثواب على المصائب فذلك قول الله عز وجل : ( وفديناه بذبح
عظيم) ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم
عيون أخبار الرضا عليه السلام - الشيخ الصدوق - ج ۲ - الصفحة ۱۸۷_۱۸۸
لو لا مسمار الحسين عليه السلام لما مشت سفينة نوح
أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لما أراد الله أن يهلك قوم نوح أوحى إليه أن شق ألواح
الساج، فلما شقها لم يدر ما يصنع بها.
فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت بها مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار فسمر بالمسامير
كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده، وأضاء كما يضيئ الكوكب الدري
في أفق السماء فتحير نوح، فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق: أنا على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله صلى
الله عليه وآله.
فهبط جبرئيل فقال له: يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟ فقال:
هذا باسم سيد الأنبياء محمد بن عبد الله اسمره على أولها على جانب السفينة الأيمن، ثم ضرب بيده إلى مسمار
ثان فأشرق وأنار فقال نوح وما هذا المسمار ؟ فقال: هذا مسمار أخيه وابن عمه سيد الأوصياء علي بن أبي طالب
فأسمره على جانب السفينة الأيسر في أولها، ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار فقال جبرئيل: هذا
مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسمار أبيها، ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وآثار، فقال جبرئيل: هذا مسمار
الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه، ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فزهر وأثار وأظهر النداوة فقال جبرئيل:
هذا مسمار الحسين فأسمره إلى جانب مسمار أبيه، فقال نوح يا جبرئيل ما هذه النداوة؟ فقال: هذا الدم فذكر
قصة الحسين عليه السلام وما تعمل الأمة به، فلعن الله قاتله وظالمه وخاذله
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ٢٣٠
اللعن قضاء حاجات الأنبياء
النبي نوح يلعن قتلة الحسين حتى تمشي السفينه لينجي من الغرق
أن نوحا لما ركب في السفينة طافت به جميع الدنيا فلما مرت بكربلا أخذته الأرض، وخاف نوح الغرق فدعا ربه وقال: إلهي طفت جميع الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني في هذه الأرض فنزل جبرئيل وقال: يا نوح في هذا الموضع يقتل الحسين سبط محمد خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء فقال: ومن القاتل له يا جبرئيل؟ قال: قاتله لعين أهل سبع سماوات وسبع أرضين فلعنه نوح أربع مرات فسارت السفينة حتى بلغت الجودي واستقرت عليه.
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ٢٤٣
نبي الله سليمان يلعن قتلة الحسين حتى يمشي البساط
أن سليمان كان يجلس على بساطه ويسير في الهواء، فمر ذات يوم وهو سائر في أرض كربلا فأدارت الريح بساطه ثلاث دورات حتى خاف السقوط فسكنت الريح، ونزل البساط في أرض كربلا.
فقال سليمان للريح: لم سكنتي ؟ فقالت: إن هنا يقتل الحسين عليه السلام
فقال ومن يكون الحسين؟ فقالت: هو سبط محمد المختار، وابن علي الكرار
فقال: ومن قاتله؟ قالت: لعين أهل السماوات والأرض يزيد، فرفع سليمان
يديه ولعنه ودعا عليه وأمن على دعائه الإنس والجن، فهبت الريح وسار
البساط.
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ٢٤٤
نصراني يبكي على الحسين عليه السلام ويدخل الأسلام
أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد لعنه الله تعالى وقد حضر في مجلسه الذي اتي إليه فيه برأس الحسين فلما رأى النصراني رأس الحسين عليه السلام بكى وصاح وناح حتى ابتلت لحيته بالدموع ثم قال: اعلم يا يزيد أني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبي، وقد أردت أن أتيه بهدية فسألت من أصحابه أي شئ
أحب إليه من الهدايا؟ فقالوا:
الطيب أحب إليه من كل شئ، وإن له رغبة فيه.
قال: فحملت من المسك فأرتين، وقدرا من العنبر الأشهب، وجنت بها إليه وهو يومئذ في بيت زوجته أم سلمة رضي الله عنها فلما شاهدت جماله ازداد لعيني من لقانه نورا ساطعا، وزادني منه سرور، وقد تعلق قلبي بمحبته، فسلمت عليه ووضعت العطر بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت: هدية محقرة أتيت بها إلى حضرتك فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: اسمي عبد الشمس، فقال لي: بدل اسمك فإني أسميك عبد الوهاب إن قبلت مني الاسلام قبلت منك الهدية، قال: فنظرته وتأملته فعلمت أنه نبي وهو النبي الذي أخبرنا عنه عيسى عليه السلام حيث قال: " إني مبشر لكم برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " فاعتقدت ذلك وأسلمت على يده في تلك الساعة ورجعت إلى الروم، وأنا أخفي الاسلام، ولي مدة من السنين وأنا مسلم مع خمس من البنين وأربع من البنات، وأنا
اليوم وزير ملك الروم، وليس لاحد من النصارى اطلاع على حالنا.
واعلم يا يزيد أني يوم كنت في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وهو في بيت أم سلمة رأيت هذا العزيز الذي رأسه وضع بين يديك مهينا حقيرا، قد دخل على جده من باب الحجرة والنبي فاتح باعه ليتناوله وهو يقول: مرحبا بك يا حبيبي حتى أنه تناوله وأجلسه في حجره، وجعل يقبل شفتيه، ويرشف ثناياه، وهو يقول، بعد عن رحمة الله من قتلك، لعن الله من قتلك يا حسين وأعان على قتلك، والنبي صلى الله عليه وآله مع ذلك يبكي.
فلما كان اليوم الثاني كنت مع النبي في مسجده إذ أتاه الحسين مع أخيه الحسن
عليهما السلام وقال: يا جداه قد تصارعت مع أخي الحسن ولم يغلب أحدنا الآخر وإنما نريد أن نعلم أينا أشد قوة من الآخر، فقال لهما النبي: حبيبي يا مهجتي إن التصارع لا يليق بكما ولكن اذهبا فتكاتبا فمن كان خطه أحسن كذلك تكون قوته أكثر، قال: فمضيا وكتب كل واحد منهما سطرا وأتيا إلى جدهما النبي فأعطياه اللوح، ليقضي بينهما فنظر النبي إليهما ساعة، ولم يرد أن يكسر قلب
أحدهما فقال لهما : يا حبيبي إني نبي أمي لا أعرف الخط اذهبا إلى أبيكما ليحكم
بينكما وينظر أيكما أحسن خطا.
قال: فمضيا إليه وقام النبي أيضا معهما ودخلوا جميعا إلى منزل فاطمة عليها السلام.
فما كان إلا ساعة وإذا النبي مقبل، وسلمان الفارسي، معه، وكان بيني وبين سلمان
صداقة ومودة فسألته كيف حكم أبوهما وخط أيهما أحسن ؟ قال سلمان رضوان الله
عليه: إن النبي لم يجبهما بشئ لأنه تأمل أمرهما وقال: لو قلت خط الحسن أحسن
كان يغتم الحسين، ولو قلت خط الحسين أحسن كان يغتم الحسن، فوجههما إلى
أبيهما.
الله يأمر جبرائيل ينزل من السماء حتى لا ينكسر قلب الحسن أو ينكسر قلب الحسن
فقالت لهما: يا قرتي عيني إني أقطع قلادتي على رأسكما، فأيكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطه أحسن وتكون قوته أكثر، قال: وكان في قلادتها سبع لؤلؤات ثم إنها قامت فقطعت قلادتها على رأسهما، فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات والتقط الحسين ثلاث لؤلؤات وبقيت الأخرى فأراد كل منهما تناولها فأمر الله تعالى جبرئيل بنزوله إلى الأرض وأن يضرب بجناحه تلك اللؤلؤة ويقدها نصفين فأخذ كل منهما
نصفا.
النصراني يتكلم مع يزيد
فانظر يا يزيد كيف رسول الله صلى الله عليه وآله لم يدخل على أحدهما ألم ترجيح الكتابة ولم يرد كسر قلبهما، وكذلك أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام؟ وكذلك رب العزة لم يرد كسر قلب أحدهما بل
أمر من قسم اللؤلؤة بينهما لجبر قلبهما ؟ وأنت هكذا تفعل بابن بنت
رسول الله؟ أف لك ولدينك يا يزيد.
ثم إن النصراني نهض إلى رأس الحسين عليه السلام واحتضنه وجعل
يقبله وهو يبكي ويقول: يا حسين اشهد لي عند جدك محمد المصطفى
وعند أبيك علي المرتضى وعند أمك فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم
أجمعين
بحار الأنوار ج ٤٥ - الصفحة ١٨٩-١٩٠-١٩١
قبر الحسين عليه السلام معجزة البقاء
مكان قبر الحسين من الجنه
قال الصادق عليه السلام : موضع قبر الحسين عليه السلام ترعة من ترع الجنة
من لا يحضره الفقيه ج ٢ - الصفحة
۵۷9
قبر الحسين عليه السلام معجزة البقاء
عن أبي المفضل، عن سعيد بن أحمد أبي القاسم الفقيه، عن الفضل بن محمد بن عبد الحميد. قال: دخلت على إبراهيم الديزج وكنت جاره أعوده في مرضه الذي مات فيه، فوجدته بحال سوء فإذا هو كالمدهوش وعنده الطبيب فسألته عن حاله وكانت بيني وبينه خلطة وانس توجب الثقة بي والانبساط إلى فكاتمني حاله وأشار لي إلى الطبيب فشعر الطبيب بإشارته، ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله، فقام فخرج، وخلا الموضع فسألته عن حاله فقال: أخبرك والله وأستغفر الله أن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين عليه السلام فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر، فوافيت الناحية مساء، ومعنا الفعلة والدر كاريون معهم المساحي والمرود فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديد. و
أصوات عالية، وجعل الغلمان ينبهوني فقمت وأنا ذعر فقلت للغلمان: ما شأنكم؟ قالوا:
أعجب شأن، قلت: وما ذاك؟ إن بموضع قالوا: القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرمونا مع ذلك بالنشاب فقمت معهم لا تبين الامر فوجدته كما وصفوا، وكان ذلك في أول الليل من
ليالي البيض، فقلت ارموهم فرموا فعادت سهامنا إلينا فما سقط سهم منها إلا في صاحبه الذي
رامي إلى فقتالا.
فاستوحشت لذلك وجزعت، وأخذتني الحمى والقشعريرة ورحلت عن القبر لوقتي ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به، قال: أبو برزة فقلت له: قد كفيت ما تحذر من المتوكل قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه في قتله المنتصر فقال لي: قد سمعت بذلك، وقد نالني في جسمي مالا أرجو معه البقاء، قال أبو برزة، كان هذا في أول النهار فما أمسى الديزج حتى مات
العوالم ، الإمام الحسين عليه السلام - الشيخ عبد الله
البحراني - الصفحة ٧٢٥_٧٢٦
عذاب من اراد ان يريد أن يخفي قبر الحسين عليه السلام
عن أبي المفضل، عن محمد بن إبراهيم بن أبي السلاسل عن أبي عبد الله الباقطاني قال: ضمني عبيد
الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري وكان قائدا من قواد السلطان أكتب له، وكان بدنه كله
أبيض شديد البياض، حتى يديه ورجليه كانا كذلك وكان وجهه أسود شديد السواد، كأنه القير
وكان يتفقاً مع ذلك مدة منتنة، قال: فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرني. ثم إنه
مرض مرضه الذي مات فيه فقعدت فسألته كأنه يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان.
فحدثني: قال وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين عليه السلام وإجراء الماء عليه فلما
عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، فقال: لا
تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين.
فلما أصبحنا جاءوا يستحثوني في المسير فسرت معهم حتى وافينا كربلاء وفعلنا ما أمرنا به المتوكل فرأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام فقال: ألم أمرك أن لا تخرج معهم؟ ولا تفعل فعلهم؟ فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا ؟ ثم لطمني وتفل وجهي فصار وجهي مسودا كما ترى وجسمي على حالته الأولى
العوالم ، الإمام الحسين عليه السلام - الشيخ عبد الله البحراني - الصفحة ٧٢٥ آمالي الطوسي
حقيقة مؤذيه على قلوب المؤمنين
) ابن هارون اللارشيد يهدم قبر الحسين عليه لأجل راقصه )
وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون أحدا
زاره إلا أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة.
فحدثني أحمد بن الجعد الوشاء، وقد شاهد ذلك، قال: كان السبب في كرب قبر الحسين أن بعض المغنيات كانت تبعث بجواريها إليه قبل الخلافة يغنين له إذا شرب، فلما وليها بعث إلى تلك
المغنية فعرف أنها غائبة، وكانت قد زارت قبر الحسين، وبلغها خبره، فأسرعت الرجوع، وبعثت إليه
بجارية من جواريها كان يألفها، فقال لها: أين كنتم؟ قالت خرجت مولاتي إلى الحج وأخرجتنا
معها وكان ذلك في شعبان، فقال: إلى أين حججتم في شعبان؟ قالت إلى قبر الحسين فاستطير غضبا.
وأمر بمولاتها فحبست، واستصفى أملاكها، وبعث برجل من أصحابه يقال له: الديزج، وكان يهوديا
فأسلم، إلى قبر الحسين، وأمره بكرب قبره ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى ذلك وخرب ما حوله.
وهدم البناء وكرب ما حوله
مقاتل الطالبيين الصفحة ٣٩٥
يريدون أن يحرثو قبر الحسين عليه السلام ليخفو قبره
) و قصة زيد الذي يلقبونه بالمجنون )
أن المتوكل - لعنه الله - من خلفاء بني العباس كان كثير العداوة، شديد البغض لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي أمر الحارثين بحرث قبر الحسين عليه السلام، وإن يخربوا بنيانه ويخفوا 3 آثاره، وأن يجروا عليه الماء من النهر العلقمي بحيث لا تبقى له أثر ولا أحد يقف له على خبر وتوعد الناس بالقتل لمن زار قبره، وجعل رصدا من أجناده، وأوصاهم كل من وجدتموه يريد زيارة الحسين عليه السلام فاقتلوه، يريد بذلك إطفاء نور الله وإخفاء آثار ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، فبلغ الخبر إلى رجل من أهل الخير يقال له: زيد المجنون، ولكنه ذو عقل سديد، ورأي رشيد، وإنما لقب بالمجنون لأنه أفحم كل لبيب وقطع حجة كل أديب، وكان لا يعي من الجواب ولا يمل من الخطاب.
فسمع بخراب بنيان قبر الحسين عليه السلام وحرث مكانه، فعظم ذلك عليه واشتد حزنه وتجدد مصابه لسيده الحسين عليه السلام، وكان مسكنه يومئذ بمصر، فلما غلب عليه الوجد والغرام لحرث قبر الإمام عليه السلام خرج من مصر ماشيا هائما على وجهه شاكيا وجده إلى ربه، وبقى حزينا كئيبا حتى بلغ الكوفة، وكان البهلول يومئذ بالكوفة، فلقيه زيد المجنون وسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له البهلول: من أين لك معرفتي ولم ترني قط؟ فقال زيد: يا هذا اعلم أن قلوب المؤمنين جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فقال له البهلول: يا زيد ما الذي أخرجك من بلادك بغير دابة ولا مركوب؟ فقال: والله ما خرجت إلا من شدة وجدي وحزني وقد بلغني أن هذا اللعين أمر بحرث قبر الحسين عليه السلام وخراب بنيانه وقتل زواره، فهذا الذي أخرجني من موطني ونقص عيشي وأجرى دموعي وأقل هجوعي، فقال البهلول: وأنا والله كذلك فقال له: قم بنا نمضي إلى كربلاء لنشاهد قبور أولاد علي المرتضى.
قال: فأخذ كل بيد صاحبه حتى وصلا إلى قبر الحسين عليه السلام، وإذا هو على حاله لم يتغير، وقد هدموا بنيانه، وكلما أجروا عليه الماء غار وحار واستدار بقدرة العزيز الجبار، ولم يصل قطرة واحدة إلى قبر الحسين عليه السلام، وكان القبر الشريف إذا جاءه الماء يرتفع أرضه بإذن الله تعالى فتعجب زيد المجنون مما شاهده وقال: انظر يا بهلول يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون 1.
قال: ولم يزل المتوكل يأمر بحرث قبر الحسين عليه السلام مدة عشرين سنة والقبر على حاله لم يتغير، ولا يعلوه قطرة من الماء، فلما نظر الحارث إلى ذلك قال: آمنت بالله و بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله والله لأهربن على وجهي وأهيم في البراري ولا أحرث قبر الحسين عليه السلام ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن لي مدة عشرين سنة أنظر آيات الله وأشاهد براهين آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أتعظ ولا أعتبر، ثم إنه حل النيران و طرح الفدان وأقبل يمشي نحو زيد المجنون وقال له: من أين أقبلت يا شيخ؟ قال: من مصر فقال له: ولأي شئ جئت إلى هنا وأنه لأخشى عليك من القتل فبكى زيد و قال: والله قد بلغني حرث قبر الحسين عليه السلام فأحزنني ذلك وهيج حزني ووجدي.
فانكب الحارث على أقدام زيد يقبلهما وهو يقول: فداك أبي وأمي فوالله يا شيخ من حين ما أقبلت إلي أقبلت إلي الرحمة واستنار قلبي بنور الله، وإني آمنت بالله ورسوله، وإن لي مدة عشرين سنة وأنا أحرث هذه الأرض وكلما أجريت الماء إلى قبر الحسين عليه السلام غار 2 وحار واستدار، ولم يصل إلى قبر الحسين عليه السلام منه قطرة و كأني كنت في سكر وأفقت الآن ببركة قدومك إلي فبكى زيد وتمثل بهذه الأبيات:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما فبكى الحارث وقال: يا زيد قد أيقظتني من رقدتي وأرشدتني من غفلتي وها أنا الآن ماض إلى المتوكل بسر من رأى اعرفه بصورة الحال إن شاء (الله) أن يقتلني وإن شاء (الله) أن يتركني.
فقال له زيد: وأنا أيضا أسير معك إليه وأساعدك على ذلك، قال: فلما
دخل الحارث إلى المتوكل وخبره بما شاهد من برهان قبر الحسين عليه السلام استشاط غيضا وازداد بغضا لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأمر - لعنه الله - بقتل الحارث وأمر أن يشد 1 رجله في حبل ويسحب على وجهه في الأسواق ثم يصلب في مجتمع الناس، ليكون عبرة لمن اعتبر ولا يبقى أحد يذكر أهل البيت بخير أبدا.
وأما زيد المجنون فإنه ازداد حزنه واشتد عزاؤه، وطال بكاؤه، وصبر حتى أنزلوه من الصلب، وألقوه على مزبلة هناك فجاء إليه زيد فاحتمله إلى دجلة و غسله وكفنه وصلى عليه ودفنه، وبقى ثلاثة أيام لا يفارق قبره وهو يتلو كتاب الله عنده، فبينما هو ذات يوم جالس إذ سمع صراخا عاليا، ونوحا شجيا وبكاء عظيما، و نساء بكثرة منشرات الشعور مشققات الجيوب مسودات الوجوه ورجالا بكثرة يندبون بالويل والثبور، والناس كافة في اضطراب شديد وإذا بجنازة محمولة على أعناق الرجال وقد نشرت لها الاعلام والرايات، والناس من حولها أفواجا قد انسدت الطرق من الرجال والنساء.
قال زيد: فظننت أن المتوكل قد مات، فتقدمت إلى رجل منهم وقلت له: من يكون هذا الميت؟ فقال: هذه جنازة جارية المتوكل وهي جارية سوداء حبشية وكان اسمها ريحانة، وكان يحبها حبا شديدا، ثم إنهم عملوا لها شأنا عظيما ودفنوها في قبر جديد، وفرشوا فيه الورد والرياحين، والمسك والعنبر وبنوا عليها قبة عالية فلما نظر زيد إلى ذلك ازدادت أشجانه وتصاعدت نيرانه وجعل يلطم وجهه ويمزق أطماره ويحثي التراب على رأسه وهو يقول: وا ويلاه وا أسفاه عليك يا حسين أتقتل 2 بالطف غريبا وحيدا ظمآنا شهيدا، وتسبى نساؤك وبناتك وعيالك، وتذبح أطفالك، ولم يبك عليك أحد من الناس، وتدفن بغير غسل ولا كفن، ويحرث بعد ذلك قبرك ليطفئوا نورك، و أنت ابن علي المرتضى وابن فاطمة الزهراء، ويكون هذا الشأن العظيم لموت جارية سوداء ولم يكن الحزن والبكاء لابن محمد المصطفى صلى الله عليه وآله.
قال: ولم يزل يبكي وينوح حتى غشي عليه والناس كافة ينظرون إليه فمنهم من رق له، ومنهم من جنى عليه، فلما أفاق من غشوته أنشد يقول:
أيحرث بالطف قبر الحسين * ويعمر قبر بني الزانية لعل الزمان بهم قد يعود * ويأتي بدولتهم ثانية ألا لعن الله أهل الفساد * ومن يأمن الدنية 1 الفانية قال: إن زيدا كتب هذه الأبيات في ورقة وسلمها لبعض حجاب المتوكل، قال: فلما قرأها اشتد غيظه وأمر باحضاره، فاحضر وجرى بينه وبينه من الوعظ والتوبيخ ما أغاظه حتى أمر بقتله، فلما مثل بين يديه سأله عن أبي تراب من هو؟
استحقارا به، فقال: والله إنك عارف به، وبفضله وشرفه، وحسبه ونسبه، فوالله ما يجحد فضله إلا كل كافر مرتاب، ولا يبغضه إلا كل منافق كذاب، وشرع يعدد فضله ومناقبه حتى ذكر منها ما أغاظ المتوكل فأمر بحبسه فحبس.
فلما أسدل الظلام وهجع، جاء إلى المتوكل هاتف ورفسه برجله وقال له:
قم وأخرج زيدا من حبسه وإلا أهلكك الله عاجلا، فقام هو بنفسه وأخرج زيدا من حبسه، وخلع عليه خلعة سنية، وقال له: اطلب ما تريد قال: أريد عمارة قبر الحسين عليه السلام وأن لا يتعرض أحد لزواره، فأمر له بذلك، فخرج من عنده فرحا مسرورا وجعل يدور في البلدان وهو يقول من أراد زيارة الحسين عليه السلام فله الأمان طول الأزمان.
📚العوالم ، الإمام الحسين (عليه السلام) - عبد الله البحراني - الصفحة ٧٢٨ - ٧٣١
الوفاء الحسيني درسا لأبي الفضل العباس
عليهما السلام
يا حسين يا ابا عبد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا ابا عبد الله صلى الله عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك و على اهل بيتك و لعن الله ظالميك و قاتليك و لعن الله من سمع . بذالك و رضي به
الوفاء الحسيني درسا لأبي الفضل العباس عليهما السلام
لماذا الائمة و الأنبياء يقتلون و هم اولياء الله
محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: كنت عند الشيخ ** أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له: أريد أن أسألك عن شيء فقال له: سل عما بدا لك فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام أهو ولي الله؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن قاتله أهو عدو الله؟ قال: نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عدوه على وليه؟. فقال له أبو القاسم قدس الله روحه افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله عز وجل لا يخاطب الناس بشهادة العيان، ولا يشافههم بالكلام، ولكنه عز وجل بعث إليهم رسولا، من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم، فلو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق قالوا لهم: أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشئ نعجز أن نأتي بمثله، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار فغرق جميع من طغى وتمرد، ومنهم من القي في النار، فكانت عليه بردا وسلاما ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبنا. ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعبانا فتلقف ما يأفكون ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله عز وجل وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ومنهم من انشق له القمر وكلمه البهائم مثل البعير والذنب وغير ذلك.
فلما أتوا بمثل هذه المعجزات
وعجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عز وجل، ولطفه بعباده وحكمته، أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين، وفي أخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين، وفي حال مقهورين، ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لأتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن الاختبار ولكنه عز وجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين، غير شامخين ولا متجبرين، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم، فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حجة الله تعالى ثابتة على من تجاوز الحد فيهم، وادعى لهم الربوبية، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أنت به الأنبياء والرسل، وليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة.
بحار الأنوار ج ٤٤ - الصفحة ٢٧٣_٢٧٤
الحسين قتلوه لأنه شهد مع فاطمه ضد ابو بكر
( قصة ارض فدك و نقاش الزهراء مع الطواغيت ابو بكر و عمر )
عن المفضل بن عمر قال: قال مولاي جعفر الصادق عليه السلام: لما ولي أبو بكر بن أبي قحافة قال له عمر: إن الناس عبيد هذه الدنيا لا يريدون غيرها، فامنع عن علي وأهل بيته الخمس، والفى، وفدكا، فان شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليا وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا وإيثارا ومحاباة عليها، ففعل أبو بكر ذلك وصرف عنهم جميع ذلك فلما قام - أبو بكر بن أبي قحافة - مناديه : من كان له عند رسول الله دين أو عدة فليأتني حتى أقضيه، وأنجز الجابر بن عبد الله والجرير بن عبد الله البجلي قال : قال علي عليه السلام الفاطمة عليها السلام: صيري إلى أبي بكر وذكريه فدكا، فصارت فاطمة إليه وذكرت له فدكا مع الخمس والفن، فقال : هاتي بيئة يا بنت رسول الله . فقالت: أما فدك، فإن الله عز وجل أنزل على نبيه قرآنا يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقي ، قال الله تعالى : ( فلت ذا القربى حقه ) فكنت أنا وولدي أقرب الخلائق إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فنحلني وولدي فدكا، فلما تلا عليه جبرئيل عليه السلام و المسكين وأبن السبيل قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ما حق المسكين وابن السبيل؟
فأنزل الله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن الله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، فقسم الخمس على خمسة أقسام، فقال: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء فما لله فهو لرسوله، وما الرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربي، قال الله تعالى
: قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربي .
فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطاب وقال: ما تقول؟ فقال عمر : ومن اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟ فقالت فاطمة : اليتامى الذين يأتمون بالله وبرسوله وبذي القربى، والمساكين الذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، وابن السبيل الذي يسلك مسلكهم. قال عمر : فإذا الخمس والفن كله لكم ولمواليكم وأشياعكم ؟! فقالت فاطمة عليها السلام
أما فدك فأوجبها الله لي ولولدي دون موالينا وشيعتنا، وأما الخمس فقسمه الله لنا والموالينا وأشياعنا كما يقرأ في كتاب الله قال عمر : فما لسائر المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ؟ قالت فاطمة: إن كانوا موالينا ومن أشياعنا فلهم الصدقات التي قسمها الله وأوجبها في كتابه، فقال الله عز وجل: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ) إلى آخر القصة. قال عمر : فدك لك خاصة والفئ لكم ولأوليانكم؟ ما أحسب أصحاب محمد يرضون بهذا!! قالت فاطمة: فإن الله عز وجل رضي بذلك، ورسوله رضي به ، وقسم على الموالاة والمتابعة لا على المعاداة والمخالفة، ومن عادانا فقد عادى الله، ومن خالفنا فقد خالف الله، ومن خالف الله فقد استوجب من الله العذاب الأليم والعقاب الشديد في الدنيا والآخرة. فقال عمر : هاتي بينة يا بنت محمد على
ما تدعين ؟! فقالت فاطمة عليها السلام
قد صدقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البيئة وبينتي في كتاب الله، فقال عمر: إن جابرا وجريرا ذكرا أمرا هينا، وأنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين والأنصار. فقالت عليها السلام: إن المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه والأنصار بالايمان بالله ورسوله وبذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلا إلينا، ولا نصرة إلا لنا، ولا اتباع بإحسان إلا بنا، ومن ارتد عنا فإلى الجاهلية . فقال لها عمر : دعينا من أباطيلك، وأحضرينا من يشهد لك بما تقولين!!. فبعثت إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس - وكانت تحت أبي بكر بن أبي قحافة - فأقبلوا إلى أبي بكر وشهدوا لها بجميع ما قالت وادعته
بحار الأنوار ج ۲۹ - من صفحه ١٩٤ الى صفحه ١٩٧
وفاء الحسين عليه السلام لعلي
وفاء الحسين عليه السلام لعلي
أرسل عبيد الله بن عمر بن الخطاب إلى الحسين بن علي أن لي إليك حاجة فالقني إذا شئت حتى أخبرك. قال: فخرج إلى الحسين حتى واقفه وظن أنه يريد حربه، فقال له ابن عمر: إني لم أدعك إلى الحرب ولكن اسمع مني فإنها نصيحة لك، فقال الحسين: قل ما تشاء، فقال: اعلم أن أباك قد وتر قريشا، وقد بغضه الناس وذكروا أنه هو الذي قتل عثمان، فهل لك أن تخلعه وتخالف عليه حتى نوليك هذا الأمر ؟ فقال الحسين: كلا والله لا أكفر بالله وبرسوله وبوصي رسول الله، أخس ويلك من شيطان
كتاب الفتوح ج ٣ - الصفحة ٣٩
هذا الدرس من الحسين تعلمه العباس روحي فداه
في اليوم العاشر عندما نادى الشمر لعنة الله عليه أين بنو أختنا
أين العباس وأخوته؟ إلا أنهم أعرضوا عنه، فقال الإمام الحسين عليه
السلام أجيبوه ولو كان فاسقاً، فأجابوه وقالوا: ما شأنك وما تريد؟
قال: يا بني أختي أنتم امنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا
طاعة أمير المؤمنين يزيد، فقال العباس عليه السلام: "لعنك الله
أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتأمرنا أن ندخل في طاعة
اللعناء وأولاد اللعناء ".
صلى الله على تلميذ المدرسه الحسينيه و على استاذه الحسين و لعن
الله قاتليهم و ظالميهم
انتهى بحث الليالي الحسينية مع الشيخ القريشي لعام 2022